ضيوف الجنادرية: المهرجان الوطني للتراث والثقافة ارتقى إلى العالمية
عبر عدد من ضيوف مهرجان الجنادرية عن سعادتهم لاستضافتهم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 32" الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- لما له من أهمية ثقافية على مستوى العالم.
وأعرب الأستاذ المحاضر عضو هيئة التدريس بجامعة الجزائر الدكتور علوان حميد عن سعادته بحضور المهرجان الذي يزوره للمرة الأولى، وقال: إن حضور مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة بالمملكة العربية السعودية، فرصة عظيمة للتعرف على مجرياته الغنية بالثقافة، وفرصة للتعرف عن قرب على هذا الوطن العزيز على قلوب المسلمين والعرب، ففيها قبلتهم التي اختارها الله سبحانه وتعالى، مشيراً إلى أن مهرجان الجنادرية يُعرفنا على التاريخ الثقافي والتراثي للمملكة العربية السعودية، مما يسهم في تعرف العالم عليها أكثر وبطريقة مختلفة، فمن قراءة التاريخ نعرف الحاضر ونرى أفق المستقبل.
ولفت الدكتور علوان النظر إلى الجانب الرياضي التراثي من المهرجان "سباق الهجن " الذي اشتهر به تراث المملكة العريق، مشيراً إلى التنوع الثقافي للمهرجان الذي يتضمن الشعر والأدب والسياسة والفنون بكافة انواعها والموسيقى والمتمثلة بالأوبريت.
وأضاف أن المهرجان يجمع بين المثقفين والأدباء والمفكرين والعلماء من مختلف الثقافات والأديان والأعراق ومن جميع بقاع الأرض في مكان واحد، وذلك يعد أمراً هاماً وضروريا، إذ يجتمع كل هؤلاء للتباحث والتشاور فيما يصب في مصلحة الثقافة، إضافة إلى اكساب زواره ومرتاديه ثقافات جديدة ومتنوعة يأتي بها ضيوف المهرجان ويطرح بعضها في الندوات وجلسات النقاش.
وأفاد الدكتور علوان أن المهرجان يسهم في تعريف العالم على المملكة وتاريخها فهو يعكس صورة لثقافة المملكة الإسلامية، مبيناً أن القيادات السعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود-رحمه الله- وحتى يومنا هذا يولون اهتماماً كبيراً بالثقافة العربية الإسلامية.
وعدّ مهرجان الجنادرية منبراً للتعريف بالإسلام الحنيف وبقيمه الظاهرة في نشاطات المهرجان كافة ، إذ تعقد ندوات تناقش أموراً شرعية وندوات أخرى تتحدث عن قيمنا الإسلامية وغيرها، مبيناً أن ثقافة المملكة وتراثها مستمدة من الثقافة الإسلامية، دين الحرية ، دين المحبة والعرفان ، فهي ثقافة متجذرة في المملكة العربية السعودية، لذا نجد أن كثيرا من الثقافات والأجناس والديانات لها حنين للموروث الثقافي بالمملكة العربية السعودية، فالمملكة لا تفرق بين أحد وهي دائماً مرحبة بضيوفها .
من جانبه أكد خبير التراث العربي والإسلامي الدكتور إبراهيم شبوح أن هناك حقيقة ثابتة وعطاء غير منقطع، قدمتها أرض الجزيرة العربية للعالمين العربي والإسلامي هي الدين واللغة، إذ انطلقتا من هذا المكان إلى سائر العالم ، و صنعت رابطة أفقية تعمقت وتراكبت مع الزمن، وصنعت الأمة العربية والإسلامية المترابطة ،وذلك هو التراث الحقيقي المشترك.
وأبان أن تراث الحياة اليومية والأدوات التي استخدمها الناس في حياتهم فيها تنوع يختلف من مكان إلى مكان تلبية لحاجات الإنسان في ذلك الوقت، مشيراً إلى أن المملكة تولي اهتماماً كبيراً بصيانة التراث وإحيائه، ونجد أن دراسة الآثار والتاريخ بالجامعات السعودية متميزتان من زمن بعيد، وخرّجت نخبة من المتميزين من علماء الآثار بالمملكة، مشيداً بالحفريات التي قامت في الفاو ، والكشف عن طريق درب زبيدة، لإبراز جهود الإنسان في ذلك الوقت لتأمين وسائل الغذاء والماء.
وأشار إلى ما يعرضه مهرجان الجنادرية للزوار، من أدوات كانت تستخدم في الحياة اليومية كالملبس والصناعات اليدوية البسيطة، وصناعة الأسلحة، والتراث المعماري التي ترسم صورة متكاملة لحياة الماضي، بالإضافة إلى اهتمام المملكة باللغة العربية التي انبثقت من هذا المكان وشاركت في بناء وحدة الأمة الإسلامية في كل مكان.
وأبدى الدكتور شبوح حرصه على حضور ندوات الشخصيات الثقافية المكرمة الذين أسهموا في خدمة هذا الوطن، وكانوا من المؤسسيين في مجالات شتى، مثمناً المواقف التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رحمه الله في تاريخ الدبلوماسية العربية في المملكة والخارج، كما استمتع بندوة الأستاذ تركي السديري أحد أبرز أعلام الصحافة السعودية وإسهامات الدكتورة خيرية السقاف في الأدب والصحافة فهي نموذج مشرف للمرأة السعودية، ورائدة جامعية خدمت أجيال المعرفة في هذا الوطن، مقترحاً جمع السير والمواقف والشهادات في الشخصيات المكرمة في كتاب جامع يصل إلى خارج حدود المملكة، ويجد طريقه إلى المجالات التربوية، حتى يتعرف الأجيال على جهودهم التي بذلوها هؤلاء للوصول بوطنهم إلى ما وصل إليه.
من جهته أكد رئيس مجلس اللسان العربية بموريتانيا خليل النحوي متابعته باستمرار لأخبار مهرجان الجنادرية، وحرصه على الاستفادة مما يقدمه من نشاط ثقافي هام ومشهود، مضيفاً بأن المملكة العربية السعودية استطاعت -بعون من الله وتوفيقه- أن تجعل هذا المهرجان منتدى جامع للفكر والثقافة بمشاركة أعلام الفكر والثقافة من بلاد العالم.
ونوه النحوي بتناغم أنماط التعبير الثقافي في الندوات العلمية والفكرية والأمسيات الشعرية،- الشعر الشعبي والشعر الفصيح -، والمحاضرات ، والموضوعات المتنوعة التي تلامس جوانب كبيرة من هموم الأمة في كل العصور، ومنها ما يتعلق بالسنة النبوية الشريفة، والرياضي التراثي، عاداً المهرجان معرض كبير للأفكار والفنون والتعابير الثقافية.
وأشار إلى أن هذه البلاد خصها الله سبحانه وتعالى بدور قيادي ريادي، منذ أن اختارها لتكون خادمة للحرمين الشريفين، التي فيها مهبط الوحي ومهد الرسالة الخاتمة، فهي بلاد بحمد الله تمارس هذا الدور وهذا الإشعاع، وتواصله بحفظ من الله سبحانه وتعالى، سائلا المولى أن يحفظها ويحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود .
واعتبر هذا المهرجان أداة من الأدوات التي تواصل بها هذه الديار المقدسة دورها التاريخي والانفتاح على الآخر، مشيراً إلى اهتمامه الشديد بالندوة الخاصة باللغة العربية (الإرث في ثقافة أدب الرحلة العربية )، إضافة إلى محور (السنة النبوية ..نشأتها ومكانتها وأثرها في توحيد الأمة ..مشروع خادم الحرمين الشريفين في خدمة السنة انموذجاً) التي تسهم في النظرة المتجددة للمنهج النبوي ، ومحاولة للاستنارة والاهتداء به لمواجهة مشكلات هذا العصر .
وعبّر الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال سعد الرميضي عن سعادته بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ واستماعه إلى كلمته المؤثرة التي أكد فيها على دعمه للثقافة والتراث و تشجيعه للشباب، مضيفاً أن المملكة العربية السعودية هي ثقل كبير في منطقة الخليج العربي ، وهذا الثقل له موروثه الذي تتشارك به مع دول الخليج العربي.
وأكد أن الجنادرية منارة خليجية نعتز بها ، أثرت في الحراك الثقافي من خلال أنشطتها وفعالياتها والأسماء المشاركة بها التي تضفي ثراءً علميا وثقافيا يبرز محاسن ومآثر الجزيرة العربية وتراثها العريق -الذي نعتز به جميعا-، لافتاً إلى أن هذه المهرجانات تعرف الآخر على مظاهر الفنون ومظاهر التراث والثقافة ، والمملكة غزيرة وممتدة في حضاراتها وفنونها وجمالها .
وعن مدى أهمية استحضار الماضي قال الرميضي : بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- الذي أستطاع أن يوحد المملكة العربية السعودية ويؤسس المدن والقرى التي نرى ثمارها اليوم ، فالمملكة تفوقت في مجالات متعددة ، وخلف هذه الإنجازات رجال مخلصون خدموا المملكة العربية السعودية، لذا يجب أن نستذكر الأجداد وألا نتغافل عنهم.
من جانبه أكد الإعلامي الكويتي يوسف عبد الحميد الجاسم أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" ، أصبح علامة فارقة من علامات الأنشطة الثقافية على مستوى العالم العربي والعالمي ، لما يتضمنه من أبعاد ثقافية وفكرية ، عاداً المهرجان مركز تواصل حضاري فيما بين العالمين العربي والإسلامي والعوالم الأخرى ، وأحد جوانب الفكر العربي، نظرا للمواضيع التي يطرحها ويتم مناقشتها في فعاليات المهرجان سنويا .
وقال الجاسم : إن مهرجان "الجنادرية " يلعب دورا في التعريف بحقيقة الحضارة العربية والإسلامية وواقعها وعمقها الإنساني ، مضيفاً أن مهرجان الجنادرية مهرجان شامل جامع ، وحالة ثقافية تتكرر سنويا، مثمناً رعاية المملكة لها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ .
وأضاف: أن مهرجان الجنادرية يعرف بحقيقة الجزيرة العربية وما تقوم عليه من تراث عريق، فني وشعبي، يجهله الكثيرون، وهو فرصة لإلقاء الضوء على هذه الجوانب والأبعاد، مشيرا إلى أن هذا التجمع الثقافي والفكري والأدبي والحضاري يعطي نكهة خاصة وعمق نعتز به كشعوب خليجية وعربية .
وأعرب الجاسم عن سعادته بلقاء خادم الحرمين الشريفين، وقال: كما هو حال لسان الجميع ممن تواجد وشارك وحضر ، أن المملكة العربية السعودية كعادتها كشقيقة كبرى أحاطتنا بكل الرعاية و العناية والحفاوة والاهتمام ووفرت جميع الوسائل التي تنجح هذا التجمع السنوي الرائع ، ونكرر الشكر والثناء لخادم الحرمين الشريفين ، ولسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ ، والقائمين على مهرجان الجنادرية والمنظمين له ، ولكل من واصل الليل بالنهار لضمان راحة الوفود ونجاح الفعاليات.
بدوره أكد دكتور السياسة المقارنة الأستاذ المحكم بمركز دراسات الوحدة العربية الدكتور يوسف مكي حرصه على حضور المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" منذ 15 سنة ، لما له من أهمية فهو جسر للتواصل بين المثقفين والمفكرين من داخل المملكة وخارجها، مشيراً إلى أن الجنادرية تحولت من مهرجان محلي إلى مهرجان عربي وعالمي، يعرفه الكثير من المثقفين على مستوى الوطن العربي وعلى مستوى العالم .
وأبان الدكتور مكي أن قيادة المملكة تعده محطة مهمة للتواصل ، وأعطته كل الرعاية ، مثمناً رعاية خادم الحرمين الشريفين لحفل افتتاح المهرجان, لافتاً النظر إلى أن ما يميز البرنامج الثقافي لهذا العام هو الدور الكبير للمرأة سواء في المشاركات أو مواضيع الندوات ، مبيناً أن مهرجان الجنادرية يعرّف الزوار على أجنحة إمارات المناطق المشاركة ، وما تشتهر به كل منطقة من ثروات طبيعية وصناعية وعلمية وثقافية .