الكتاب المسموع ينافس الكتب الورقية في "كتاب جدة"
شهد معرض جدة الدولي للكتاب في هذا العام حضورًا لافتًا للكتب المسموعة، إذ جنحت بعض دور النشر إلى تدشين مسار خاص بالكتب المسموعة لتواكب بذلك حاجة عشاق الكتب لطرق أكثر عملية، تتيح لهم فرصة استغلال أوقات لا تدخل عادة ضمن الأوقات المخصص للقراءة، كالوقت الضائع في قيادة السيارة أو ممارسة الرياضة.
وكان من ضمن هذه المؤسسات دار "سيبويه" للنشر، التي دشنت تطبيقها الخاص المتضمن لكتب مختارة من منشورات الدار التي تتيح فرصة شراء كتبها الصوتية عبر التطبيق بسعر رمزي مقارنة بالنسخة الورقية، وتستهدف "سيبويه" في كتبها المسموعة ذوي الإعاقة السمعية بالدرجة الأولى، إضافة إلى مساعدة الأشخاص الذين لا يجدون وقتا كافيا للقراءة بتوفيره لهم على شكل ملفات صوتية.
من جهة ثانية، تقدم مؤسسة "الراوي ميديا" تجربة فريدة مقارنة بعمرها الذي لم يتجاوز السنة، إذ تعرف المؤسسة نفسها على أنها نتيجة لحماس مجموعة شباب اعتقدوا أن فكرة تأسيس مكتبة صوتية في ظل النقص الكبير في سوق الكتب المسموعة العربية هي فكرة مهمة.
وتقدم "الراوي ميديا" المتخصصة في الكتب المسموعة تجربة ذات قيمة مضافة، تتمثل في توفير خيار الحصول على ملخصات الكتب بجوار خيار الاستماع للكتاب كاملا، وتمتلك المؤسسة حصرية الاطلاع على الكتاب بنسختها العربية دون المؤسسات السمعية والمطبوعة الأخرى، وتخوض تحديا مع نفسها، لأنها تعد المشتركين بكتاب كل يوم، كأحد الامتيازات للمستخدمين.
فيما تحضر عمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز هي الأخرى بتجربة سمعية عبر تطبيق "اوديوكتاب" الحديث، إذ تقدم العمادة مجموعة من الخدمات التعليمية والمعرفية، كتقديم الكتب وملخصاتها على شكل ملفات صوتية، إضافة إلى المقالات والمحاضرات ودورات تدريبية مسجلة، وتقديم خدمة الاستشارات في توصيات الكتب ومساعدة الباحثين عن كتب في تخصصات محددة.
ورغم أن تجربة الكتاب المسموع في العالم العربي تعتبر قاصرة مقارنة بنظيراتها العالمية، إلا أن هذا الحضور للكتاب الصوتي في معرض هذا العام، يعد بإمكانية لحاق المكتبة العربية المسموعة بركب التجارب الأخرى في زمن أصبح فيه وقت الفراغ شكل من أشكال الترف.