الفريق الثالث.. عبد العزيز الرويشد

الفريق الثالث.. عبد العزيز الرويشد

يقول خافيير مارياس: "الشيء الأكيد، أن كرة القدم ليست في حاجة إلى كتّاب، لأن شعبيتها تكفي، وإذا لم يكتب عنها أحد فربما ستظل تحظى بشعبيتها الضخمة".


 

ما قبل البدء

 في دائرة التلفزيون المغلقة في معهد العاصمة النموذجي، الذي درس فيه الرويشد، لفت انتباهه، واسترعت فضوله دائرة الأجهزة المغلقة، التي كانت في المعهد، فكان يختلس النظر إليها ليفهم آلية عملها، لتلفته الآلة ويحبها، وتكون سببًا لدخول الرويشد كلية الإعلام، ولكونه شغوفًا بمعشوقة الملايين، بدأ عمله في عام 1405 مخرجًا رياضيًا لمباريات كرة القدم. 

 

 

الفريق الثالث

لم تفزعه الشعبية الجارفة للكرة، بل كان الفريق الثالث، الذي يربح دومًا يحرز فريقه هدف الفوز، ولكنك لا تسمع سوى هدير الجماهير وأزيز آلة التكييف.

 واستطاع أن ينتصر على نفسه وميوله، حيث يظهر الأخطاء بتجرد وكأنه مع الفريق الخصم، فالمنافسة بحسب وجهة نظره هي رضى الجمهور.

إن ما دفع الرويشد لإخراج المباريات الكروية هو شغفه العظيم بهذه اللعبة، والذي جعله يحترف هذا الأمر، ومن يرصد تجربة الإخراج الكروية في مباريات الدوري السعودي يدرك ما للرويشد من لمسة فنية أخرى مختلفة وجديدة. 

  

 

حياة داخل الملعب

يقول خورخي أمادو: "أغبياء أولئك الذين لا يحبون كرة القدم". 

وعلى رأي أمادو؛ فالرويشد كان ذكيًا أكثر مما نتوقع، فهو يحب هذه المستديرة، ولكن لا أحد كان يعلم ميوله الكروية آنذاك. 

من أعلى المدرجات يراقب الفريقين.. يرصد كل ركلة وكل جهة.. كل عدو وكل سقوط.. كل اهتزاز للشبكة وكل عناق للاعبين، ويسمعنا هدير الجمهور في كل آن. 

بهدوء وسكينة من غرفة لا تسمع فيها سوى أزيز التكييف، كان الرويشد يدير الأحداث الأكثر صخبًا وحركة طوال 90 دقيقة، بزوايا مفتوحة لقلوب الملايين الذين يعشقون المستديرة.

 

 

صافرة التقاعد تدوي

لكنّ الرويشد لم يكن مخرجًا فقط، فقد تقاعد من التلفزيون ليبدأ عملًا آخر أشد ضراوة هو إدارة القنوات الرياضية ولعل طموح عبد العزيز الرويشد هو ما دفعه لخوض تجارب متعددة فكان مديرًا عاما لقناة الاقتصادية، وساهم في إنشاء قناة عالي لوزارة التعليم العالي آنذاك، والتي تحولت لاحقا لقناة عين.

فقد كان مؤمنًا بأن النجاح يتحقق خطوة خطوة. 

وقد كان صانع نجوم أول، فمن الخميسي إلى بتّال القوس، ومن قناة الرياضية إلى قناة عين. ولايزال يعطي ويتنوع، فهو لم يزل في الشوط الثاني من المباراة.