بدء الاجتماعات التحضيرية للدورة 11 للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في جدة
بدأت اليوم بمحافظة جدة الاجتماعات التحضيرية للدورة 11 للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 19 إلى 22 ديسمبر الجاري.
وأوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية رئيس الاجتماع، الدكتور عبدالمحسن إلياس أن عنوان الدورة الحالية الإعلام المتجدد في مواجهة الإرهاب والإسلاموفوبيا ، يلخص قضيتين مهمتين تستدعيان بذل الجهود للاستفادة من إمكانات الإعلام الجديد في مكافحة الإرهاب، وما يسمى بظاهرة الإسلاموفوبيا، من خلال خطط عمل وآليات تنفيذية ومؤشرات قياس واضحة تسهم في معالجة عدد أكبر من القضايا والمشكلات التي يواجهها العالم الإسلامي.
وأشار في كلمة له إلى إن الاجتماع يهدف إلى مناقشة عدد من الموضوعات والقرارات التي تهم دول المنظمة سعياً منا للخروج بخطة عمل واضحة تكون ركيزة للعمل الإسلامي المشترك في المجال الإعلامي وترقى لطموحات وتطلعات مواطني الدول الأعضاء وبما يخدم قضايا الإسلام والمسلمين في العالم أجمع .
وأضاف الدكتور إلياس : إن الاجتماع يعقد أيضا في ظل أحداث وأزمات متتابعة في العديد من الدول الإسلامية ومآس إنسانية يتعرض لها العديد من المسلمين في سوريا والعراق واليمن وميانمار وغيرها من الدول ما يتطلب الآن وحدة الإرادة والصف والجهد لإرساء السلام في هذه الدول والعالم أجمع أكثر من أي وقت مضى.
ومضى قائلاً : لا يمكننا الحديث عن واقع العالم الإسلامي بدون تسليط الضوء على خطر التطرف والإرهاب الذي أضر بالسلم والأمن في منطقتنا وبات مهدداً لهويتنا وأودى بحياة آلاف من الضحايا جراء جرائم ارتكبتها جماعات إرهابية كرست كل طاقاتها لتنفيذ أجندات هدامة غير إنسانية ، مؤكداً أن تواصل الجرائم الإرهابية العنيفة على رغم كل الاحتياطات الأمنية التي تتبعها الدول يقتضي مزيداً من العمل نحو تفعيل منظومة القوانين والتشريعات التي تهدف إلى مكافحة الإرهاب وتكثيف التعاون في مجال الإعلام الأمني للتصدي للتنظيمات الإرهابية ورسائلها الهدامة عابرة الحدود.
وأشار وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الخارجية إلى أن الحملة الشرسة التي تشن على الدين الإسلامي لاسيما فيما يتعلق بقضية (الاسلاموفوبيا) أو ظاهرة التخويف من الإسلام أصبحت شكلاً من أشكال العنصرية التي تؤجج الصراعات بين الشعوب والمجتمعات والدول وتؤثر سلباً على الأقليات المسلمة في البلدان الغربية ما يتطلب تكاتف وسائل الإعلام في إبراز مخاطر هذه الآفة، مؤكداً أهمية دور المفكرين في بحث حلول لقضية (الإسلاموفوبيا) وإيصال رسالة الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو للسلام والتعايش وتفنيد كل رسالة سلبية من أعداء الأمة تهدف لزيادة الفرقة بين الشعوب وتخويف الأمم من الإسلام والمسلمين.
وأوضح أن مخاطر الإرهاب و(الإسلاموفوبيا) تتطلب من المسؤولين عن الإعلام في الدول الإسلامية الالتفات إليها والسعي لإيجاد سبل لحلها، مؤكداً أهمية الإعلام الجديد في مجابهة ظاهرتي الإرهاب و(الإسلامفوبيا)، داعياً إلى مواكبة وجود الإعلام الجديد لتطوير منهج جديد يولي قدراً أكبر من الاهتمام به بشكل جماعي وفردي.
كما أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الخارجية الحاجة إلى تطوير آليات للتعامل مع الإعلام الجديد والاستفادة من خبرات الشباب والحرص على الاستثمار في وسائل الإعلام الجديد بما في ذلك تطوير المنتج الإعلامي الإسلامي وتحسين أدائه ونشره عبر وسائل الإعلام الجديد بغية التعريف بالأمة الإسلامية بالصورة الإيجابية الصحيحة للعالم وإيصال صوت الأمة في الدفاع عن قضاياها.
وقال : ينبغي ألا تشغلنا الأزمات التي نتعرض لها أو ما تواجهه صورتنا من تشويه أن ينحصر عملنا في خانة الدفاع والخوف فأمتنا هي خير أمة أخرجت للناس لها من التاريخ ما لها من إنجازات في كافة المجالات وهي على مقدرة كاملة في المساهمة بما فيه خير العالم وتحقيق الاستقرار والأمن والتقدم لجميع البشرية .
وشدد على ضرورة أن لا تشغل الأزمات الراهنة الدول الإسلامية أو تنسيها قضيتها الأولى في فلسطين وقال لولا ما تعرضت له فلسطين المحتلة قبل عقود من الزمان لما اجتمعنا اليوم وعلى إعلامنا أن لا ينصرف عن فلسطين بغيرها إلى أن تقوم دولة الشعب الفلسطيني وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح الدكتور إلياس في ختام كلمته أن جدول الأعمال يتضمن عدداً من الموضوعات ومشاريع القرارات لدراستها والبت فيها تمهيداً للرفع بها للوزراء في اجتماعاتهم لهذه الدورة.
من جهتها، بينت ممثلة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماع كبار الموظفين التحضيري مها العقيل، أن هذه الدورة تبحث مشاريع لأحد عشر قرارا مهما وذات صلة مباشرة بالتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، وسبل تدعيم الظهور الإعلامي للمنظمة وإبراز عملها المتنوع للجمهور العريض داخل الدول الأعضاء وخارجها.
وقالت: إن المنظمة أعدت بالشراكة مع الدول الأعضاء ومؤسسات المنظمة، إستراتيجية إعلامية لإبراز عمل المنظمة في شتى المجالات، سواء السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني أو الثقافي ودور الدول الأعضاء في دعم مشاريع المنظمة وبرامجها .
يذكر أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن اعتماد الاستراتيجية الإعلامية للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وآليات تنفيذها، وتمكين المرأة في وسائل الإعلام، إضافة إلى التحرك الإعلامي داخلياً وخارجياً بالشراكة مع مؤسسات إعلامية من الدول الأعضاء ومؤسسات إعلامية دولية.