مكتبة الملك عبدالعزيز تبحث تعزيز دور المكتبات العربية في تحقيق التنمية المستدامة
شهد اللقاء الثامن لأعضاء الفهرس العربي الموحد، الذي انعقد تحت شعار "نـحو وصول فاعل إلى المعلومات لتنمية مستدامة ناجحة"،ونظمته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
بالتعاون مع مكتبة الكويت الوطنية في دولة الكويت خلال اليومين الماضيين،في جلساته بحث أهمية دور المكتبات العربية في تحقيق التنمية المستدامة بالمجتمعات .
وأكد المتحدثون أن المكتبات تلعب بصفتها إحدى دعائم المجتمع دوراً بالغ الأهمية في تحفيز التنمية المستدامة، وللمكتبات تاريخ طويل في العمل مع المؤسسات الدولية مثل
الأمم المتحدة واليونسكو للإسهام في التنمية المستدامة.حيث تعتمد المجتمعات المتحضرة في مشاريعها النهضوية، على دور المكتبات الوطنية في إحداث النقلة النوعية المتطورة في خدمة عملية التنمية المستدامة، بوصفها شريكاً فاعلاً ومؤثراً مع المؤسسات التعليمية والثقافية، وقد أسهم الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات،في تطوير أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وعزز دور المكتبات في الوصول الشامل إلى المعلومات، والتراث الثقافي، والحضاري.
وأشاروا في جلساتهم الى أن الثقافتان العربية والصينية تعد مثالاً حياً على ذلك؛ فهما من الثقافات المتماسة التي تحمل خصائص مشتركة، وذلك أطلقت جامعة الدول العربية مشروعاً مشتركاً طويل الأجل مع مكتبة الصين الوطنية، لخلق توأمة بين المكتبات العربية ونظيراتها في الصين . وتعتبر أيضًا تجربة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، تجسيدًا لفكرة المكتبة المتخصصة ومركز التوثيق اللذان أُعدا لتجسيد مطلب التنمية المستدامة، في المغرب العربي .ويعد التكامل المعرفي هدفا سامياً للمعرفة الإنسانية لتصل إلى مرحلة تفاهم ثقافي ونتاج علمي شامل يغطي جميع نواحي الحياة وبالتالي يسهم بشكل فاعل في عملية التنمية في المجتمعات الإنسانية .
ويعد هذا التكامل ضروري لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات العربية، حيث سعت بعض الهيئات المعلوماتية العربية إلى إيجاد قاعدة صلبة للتكامل المعرفي من خلال جمع الإنتاج الفكري العربي في بوتقة معرفية شاملة، حيث تعد المعلومات ذراع تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة، وتتطلب هذه الحقيقة من المكتبات أن تأخذ في عين الاعتبار كلًا من الجوانب الفنية والفكرية للوصول إلى المعلومات .
وأكدوا أن الفهرس العربي الموحد أخذ على عاتقه منذ نشأته النهوض بواقع المكتبات العربية، وقد اختار الانطلاق من تقنين وتطوير المعالجة الفنية لأوعية المعلومات لأنها العمود الفقري لخدمات المكتبات . وحقق الفهرس نجاحاً كبيراً خلال عشريته الأولى على هذا المستوى، مما حفزه على أن يواصل استكمال مهامه في النهوض بباقي مناشط المكتبات خلال عشريته الثانية فأطلق رؤيته الجديدة.وتتمثل الرؤية في أن يصبح الفهرس العربي الموحد منصة الخدمات المعرفية للثقافة العربية؛ مما يتطلب من الفهرس إطلاق خدمات مبتكرة تقدم قيم مضافة للأعضاء لتعزيز دورهم وتعظيم
أثرهم في خدمة مجتمعاتهم .
وركزت الجلسات على العديد من المحاور منها التجارب الدولية والإقليمية والعربية في مجال تفعيل دور المكتبات في مجال التنمية المستدامة، المكتبات الوطنية العربية والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إسهامات الفهرس في مجال التنمية المستدامة، وتجارب أعضاء الفهرس في مجال التنمية المستدامة .
وأوضح مدير مركز الفهرس العربي الموحد الدكتور صالح المسند أن اللقاء الثامن لأعضاء الفهرس العربي الموحد الذي تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة،يأتي في إطار جهود الفهرس للمساهمة في بناء الرؤية وتعزيز جهود المكتبات الأعضاء في سبيل تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة في بلدانهم وتناول اللقاء (4) محاور رئيسية هي: التجارب الدولية والإقليمية والعربية في مجال تفعيل دور المكتبات في مجال التنمية المستدامة، المكتبات الوطنية العربية والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إسهامات الفهرس في مجال التنمية المستدامة، وتجارب أعضاء الفهرس في مجال التنمية المستدامة .