بين أقسام صحيفة الرياض ورحلة السودان إلى رئاسة تحرير صحيفة الرياض.. حكايات لم ترو في حياة هاني وفا

بين أقسام صحيفة الرياض ورحلة السودان إلى رئاسة تحرير صحيفة الرياض.. حكايات لم ترو في حياة هاني وفا

نقطة أول السطر

من بيت إعلامي كبير، ومؤسسة صحفية عريقة، برز اسم الصحافي هاني وفا، فأخوه طلعت رحمه الله مستشار رئيس تحرير صحيفة الرياض ورئيس تحرير "الرياض ديلي".

كان هاني وطلعت وفا أخوين في حبّ المهنة أيضًا ، هناك وهنا لا تجد هذيْن الأخوين إلا وكانت لهما بصمة في العمل الصحفي، في حب المهنة وشغفها، في أمانة القلم ورصانته، ونقطة أول السطر لا آخره.

 

مؤسسة اليمامة الصحفية بيت العائلة الكبير

دأبت مؤسسة اليمامة الصحفية منذ انطلاقتها على استقطاب الكفاءات والعناية بها، كان الصحافي هاني وفا من أولئك الذين يعشقون هذه المهنة، الساعين نحو صناعة الخبر لا انتظاره، وملء الحبر لا نفاده، فهو خريج الصحافة من جامعة الملك سعود، وحين انضم لتلك المؤسسة العريقة لم يتوان عن العمل في كل الأقسام، من الرياضة إلى الثقافة، ومن الاقتصاد إلى السياسة.

 

نحو الاستقرار

الكتابة في الوضع السياسي العالمي، أمرٌ لا يتقنه كثيرون، ومهما بدت للقارئ سهولته وليونته، إلا أنه عبارة عن وعورة وصلابة، عن قاطرة متسلسلة ملونة لا تعرف لونها الأخير إلا بمعرفة شكلها الأول، لذا؛ كانت الاحتمالات الممكنة لكتابة التفاعلات السياسية في المجتمع الداخلي والخارجي تحتاج لقراءة تاريخية مقننة، ومعرفة بالأنظمة السياسية للدول، فهي لا تخضع لقواعد ولا خطوط بارزة، تلح الكتابة فيها إلى تحليل منطقي واضح، وهي الطريقة الأسلم للتعليق على الأحداث السياسية محليًا وإقليميًا وعالميًا. وعليه؛ فهي تحتاج إلى فهم الواقع السياسي للبلد، وعلاقة ذلك الواقع السياسي بالسياسة الدولية.

إذًا هي عملية دؤوبة للبحث والتفسير للأحداث، ومن يقرأ مقالات هاني وفا أو لقاءاته الإخبارية يدرك أن هذا الصحفي يحمل هم مهنته ويفهمها ويعد لها جيدًا.

 

الصحافة مهنة لا وظيفة

هكذا آمن هاني بالمقولة أعلاه؛ فالصحافة لا يمكن أن تكون وظيفة، بل بحث متواصل لا يعرف الكلل ولا ينتهي بالرضا، مهنة لا تعرف التخصص، تنقل وفا بين عدة أقسام حتى وجد نفسه واستقر به المقام في كتابة الأحداث العالمية والداخلية ورصدها بعيني خبير.

من يقرأ مقالات هاني وفا في صحيفة الرياض، ويتملاها يدرك أنه أمام صحفي يبحث عن تفسيرات لكل الأحداث المحيطة بنا، فهو وطني بامتياز، يحمل هم وطنه ودوره في استقرار المنطقة جمعاء.

 

السودان والأهلي وحكايات لم ترو

في مقالة لطيفة عنونها بـ "الأهلي .. التميّز سمة بارزة" ، يروي حبه للرياضة وعودته للكتابة في الشأن الرياضي، الذي تدرج فيه في مؤسسة اليمامة الصحفية، يتذكر أصدقاءه بشيءٍ من الوفاء وبلطف ومحبة وعرفان، وحين رثى فهد العبد الكريم في مقالة، كان أشبه بملحمة وفاء لرجل من العائلة.

يقول وفا أن الصحفي لا يمكن أن يكون كذلك وهو يجلس على المكتب، عليه البحث دائمًا وصناعة الأخبار، فحين ألح على الأستاذ تركي السديري ليذهب إلى السودان لتغطية كارثة الأمطار، كان يرى أن واجب الصحفي هو الذهاب دائمًا لنقطة الأخبار، مما كلفه إصابته بالملاريا، ولاحقًا جلطة في قدمه.

كان فخورًا بذلك لأن شغف المهنة لا ينتهي إلى حد معين، فهو متصاعد وغير منته.