نجاح: الكثير من العطاء الكثير من الحبّ

نجاح: الكثير من العطاء الكثير من الحبّ

بداية مختلفة

نحو تحقيق شغفها وحلم طفولتها درست نجاح في جمهورية مصر العربية في جامعة القاهرة في كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون.. كان حلمها أن تكون مذيعة تلفزيون.. كانت تخطو خطواتها نحوه بخطوات متأنية وعزيمة يطوقها الإصرار. 

 

الحلم على بعد خطوة

حاملة أحلامها قبل شهادتها الجامعية؛ عادت نجاح بنجاح، وكادت أن تلامس أحلامها لولا قيود المجتمع على فكرة أن تكون فتاة سعودية مذيعة في الإذاعة والتلفزيون، لكن الفكرة كانت ملحة لدى نجاح أبا الخيل الفتاة السعودية التي تريد العمل في التلفزيون كمذيعة، فخاضت تجربة المحاولة، وأصرت على الوظيفة، لتخبرها الأستاذة وفيقة الدخيل أنه ينبغي أن يطلب والدها ذلك، ولأنها أرادت أن تترجم شغفها إلى واقع وأحلامها إلى حقائق قبلت بذلك. 

 

الإذاعة النافذة المتاحة

 كأول موظفة سعودية رسمية في هيئة الإذاعة والتلفزيون آنذاك، كان لنجاح ما أرادت ممسكًا والدها بيدها نحو الدرجة الأولى في عالم الإعلام، ولكن بطموح أقل، فالشاغر في العام 1402هـ في الإذاعة فقط، قبلت نجاح بهذا واستمرت في العمل 9 أشهر لم يذكر فيها اسمها.

 

الإذاعة بيتي الكبير

في تلك المدة الوجيزة، نشأت بين نجاح والإذاعة علاقة لم تكن نجاح لتعرفها لولا تلك الفترة التجريبية، كان في التلفزيون وظيفة شاغرة ولكن نجاح تجاهلتها لتظل في الإذاعة حبّها الكبير وأمها الثانية، والذي لم تكن لتعرفها لولا تجربتها.

تقول نجاح: "لقد تدربت لدى نجوم إخراجٍ أمسكوا بيدي نحو التميّز كزكريا شمس الدين وكمال سرحان من مصر، ومهدي الريمي من السعودية.. كم أنا محظوظة"

 

كثير من العطاء.. كثير من الحبّ

عملت نجاح في التلفزيون أعمالًا متنوعة كمخرجة ومعدة ومقدمة برامج، قدمت للإذاعة فيها وعلى مدى 30 عامًا؛ برامج متنوعة سلاحها الثقافة وتلمس حاجات المجتمع والسعي نحو تحقيقها، مخاطبة جميع أطياف المجتمع وسنيّهم العمرية كافة.

خاضت في تلك الرحلة تحديات إعداد البرامج وتقديمها وإخراجها، في ما يربو عن 80 برنامجًا ما بين إعداد وتقديم وإخراج عملت نجاح بنجاح، وما كان ليأتي هذا دون حب وشغف.

درّبت نجاح نجوم الإعلام منشئة قسمًا للتدريب، ليتوّج جهدها بظهور نجوم إذاعية وتلفزيونية كسعود الدوسري -رحمه الله- وخالد مدخلي ويحيى الصلهبي.

 

خفة روح وصرامة عمل

كانت نجاح تسعى لمخاطبة جمهور، يسمع ما تقدمه صوتًا ولكنه يراه عينًا، فأسست مع عبدالمحسن الحارثي قسم التدريب، وقامت بمراقبة الأعمال الدرامية لاسيما الخاصة منها، وعملت في إدارة الدراما، وقدمت الفتاة الطموح لجمهور الإذاعة السعودية، خلال ما يربو عن 30 عامًا؛ ما يشعرها بالفخر والزهو والحنين للعودة.