مكتبة الملك عبدالعزيز تقتني أكثر من ( 8100 ) عملة نادرة
تقتني مكتبة الملك عبدالعزيز أكثر من (8100 ) عملة نادرة من النقود العربية والإسلامية ما بين ذهبية وفضية وبرونزية يعود تاريخها إلى العصور الأموية والعباسية والاندلسية والفاطمية والأيوبية والأتابكية والسلجوقية والمملوكية، ومن دول المشرق الإسلامي ودول المغرب العربي وحتى العصر العثماني، وذلك إيمانا منها بأهمية المسكوكات كمصدر من مصادر التاريخ، ورسالة ثقافية تبرز طبيعة الحياة في الحقب التاريخية التي مرت على مر الزمان.
ويحصر مشروع العملات النادرة جميع ما هو محفوظ من مقتنيات مكتبة الملك عبد العزيز العامة من العملات النادرة والتاريخية والإسلاميه والسعودية وغيرها، وفهرستها وتصنيفها بالطرق العلمية المتبعة في تصنيف المجموعات العالمية، وإعداد قاعدة بيانات خاصة بها، تشتمل على جميع البيانات الأساسية لكل قطعة على حدة، وإدخالها في نظام آلي خاص بها ، بحيث تكون متاحة للباحثين والمختصين من رواد المكتبة .
وخطت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة خطوات متقدمة في هذا المجال، حيث تم فهرسة وتصنيف ودراسة ( 7500) قطعة نقدية مختلفة تعود إلى عصور متعددة أي ما يعادل 90% من مجموعة العملات المحفوظة في المكتبة، وما تم إدخال بياناته وفهرسته وتصنيفه (4000) نقدية، ومراجعتها بحيث يتم الاستفادة منها كمخرجات تعد في الوقت نفسه بيانات اساسية لكل قطعة، إضافة لذلك تم إعداد التقارير عن المجموعات المختلفة من النقود المقدمة للمكتبة التي ادرجت ضمن هذا المشروع وتزويد الباحثين والباحثات لرسائل الماجستير والدكتوراه لدراسة مجموعة من العملات الإسلامية تقارب خمسة رسائل جامعية لتفعيل وإثراء البحث العلمي الذي بات غائباً عن المشهد العربي في هذا المجال، إضافة الى عامل مهم وهو الاستفادة من هذه العملات النادرة في المناسبات والمعارض وإعداد المطويات التي تؤرخ لأندر النقود الإسلامية .
ومعظم أنواع النقود الإسلامية التي تقتنيه المكتبة تتسم بالندرة العالمية، ولا يوجد لها مثيل حتى الآن، ومن بين هذه القطع -درهم عباسي- الذي جرى سكه في مدينة البصرة سنة 140هـ في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور ويتميز هذا الدرهم عن سواه من دراهم الخليفة المنصور بصفة عامة والدراهم العباسية المضروبة في مدينة البصرة بوجود كلمة (عبد) أسفل كتابات مركز الوجه وهي كلمة لم يسبق أن ظهرت على دراهم هذا الخليفة من قبل.
ويعد هذا الدرهم إضافة مهمة لمجموعة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والتي تشتمل على ما يزيد على سبعة آلاف قطعة من المسكوكات الإسلامية التي تعود لمعظم الأسر الحاكمة في التاريخ الإسلامي بحيث تغطي تواريخ سكّها فترة زمنية تمتد من ما قبل الاسلام وحتى القرن الرابع عشر الهجري .
و تتفرد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عن سواها من مجاميع المسكوكات على مستوى المملكة العربية السعودية بوجود العديد من القطع النادرة الأخرى حيث تشمل على دينار التعريب الذهبي المضروب في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان الذي يعود لمرحلة التعريب الذي جرى سكه سنة 72-74هـ ،كما تضم الدرهم العربي الساساني المضروب في دمشق سنة 75هـ، والدينار الطولوني المضروب في فلسطين سنة 292هـ ، ودينار مكة سنة 451هـ ، ودينار عَثَّر المضروب سنة 338هـ ، والدينار البويهي المضروب في كرسي الديلم سنة 587هـ، إضافة إلى بعض النقود التي تعبر عن الحضارات التي عاشت في الجزيرة العربية.